والاقتداء بهداه يورث الجنة نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوة وطهارة أفعاله تصدع بأنه من ذرية الرسالة نقل عنه الحديث واستفاد منه العلم جماعة من أعيان الأئمة وأعلامهم مثل يحيى بن سعيد الأنصاري وابن جريج ومالك بن أنس والثوري وابن عيينة وأبي حنيفة وشعبة وأيوب السختياني وغيرهم وعدوا أخذهم منه منقبة شرفوا بها وفضيلة اكتسبوها.
أما ولادته فبالمدينة سنة ثمانين من الهجرة وقيل سنة ثلاث وثمانين والأول أصح.
وأما نسبه أبا وأما فأبوه أبو جعفر محمد الباقر وقد تقدم بسط نسبه وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وأما اسمه فجعفر وكنيته أبو عبد الله وقيل أبو إسماعيل وله ألقاب أشهرها الصادق ومنها الصابر والفاضل والطاهر.
وأما مناقبه وصفاته فتكاد تفوق عدد الحاصر ويحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر حتى أن من كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى صارت الأحكام التي لا تدرك عللها والعلوم التي تقصر الأفهام عن الإحاطة بحكمها تضاف إليه وتروى عنه وقد قيل إن كتاب الجفر الذي بالمغرب يتوارثه بنو عبد المؤمن هو من كلامه عليه السلام وان في هذا المنقبة سنية ودرجة في مقام الفضايل علية.
قلت كتاب الجفر مشهور وفيه أسرارهم وعلومهم وقد ذكره مصرحا الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام حين عهد إليه عبد الله المأمون رحمه الله فقال عليه السلام والجفر والجامعة يدلان على خلاف ذلك وسأذكر العهد عند ذكره عليه السلام.
وقال كمال الدين رحمه الله وهذه نبذة يسيرة مما نقل عنه عليه السلام