وسئل عن البخل فقال هو ان يرى الرجل ما أنفقه تلفا وما أمسكه شرفا.
لو أراد عليه السلام الصناعة لقال سرفا وشرفا لكنهم عليهم السلام بريئون من التكلف منزهون عن التصنع تقطر الفصاحة من أعطافهم وتؤخذ البلاغة من ألفاظهم فهم فرسان الجلاد والجدال وليوث الحروب وغيوث النزال.
أذكر هنا ما نقله من كتاب حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم ره قال فاما السيد المحبب والحليم المقرب الحسن بن علي عليهما السلام فله في معاني المتصوفة الكلام المشرق المرتب والمقام المونق المهذب وقد قيل إن التصوف تنوير البيان وتطهير الأكنان وعن أبي بكرة قال كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلى بنا فيجئ الحسن وهو ساجد صبي صغير حتى يصير على ظهره أو رقبته فيرفعه رفعا رفيقا فلما صلى صلاته قالوا يا رسول الله انك تصنع بهذا الصبي شيئا لا تصنعه بأحد فقال هذا ريحانتي وان ابني هذا سيد وعسى الله ان يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين وعن البراء بن عازب قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واضعا الحسن على عاتقه وقال من أحبني فليحبه وعن نعيم قال قال أبو هريرة ما رأيت الحسن عليه السلام قط إلا فاضت عيناي دموعا وذلك أنه أتى يوما يشتد حتى قعد في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورسول الله يفتح فمه ثم يدخل فمه في فمه ويقول اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه يقولها ثلاث مرات وعن الحارث قال سأل على ابنه الحسن عليهما السلام عن أشياء من أمر المروة ويجئ فيما أورده كمال الدين رحمه الله في الفصل التاسع في كلامه وفي آخرها قال على سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا فقر أشد من الجهل