نفسك ما ضره عليك أكثر من نفعه لغيرك يا بنى ان الله تعالى رضيني لك فحذرني فتنتك ولم يرضك لي فأوصاك بي وقال أبو حمزة الثمالي أخبرنا محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام قال كان يقول لولده يا بنى إذا أصابتكم مصيبة من الدنيا أو نزل بكم فاقة فليتوضأ الرجل فيحسن وضوءه وليصل أربع ركعات أو ركعتين فإذا انصرف من صلاته فليقل يا موضع كل شكوى يا سامع كل نجوى يا شافي كل بلاء ويا عالم كل خفية ويا كاشف ما يشاء من بلية يا منجى موسى يا مصطفى محمد يا خليل إبراهيم أدعوك دعاء من اشتدت فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته دعاء الغريب الغريق الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلا أنت يا أرحم الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالين قال علي بن الحسين لا يدعو بها رجل أصابه بلاء إلا فرج الله تعالى عنه آخر ما أورده الحافظ عبد العزيز رحمه الله تعالى وما أورده عن الإمام زين العابدين عليه وعلى آبائه السلام كان ينبغي أن يورده عند ذكر أخباره عليه السلام وإنما تبعته أنا ولم أنقله إلى بابه لأني خفت أن يشذ عنى أو أسهو عنه عند شروعي في ذكره فكتبته هنا لان كل ما ذكرته في مناقبهم لو قصرته على أحدهم لكانوا فيه شركاء على السوية وما أعطى أحدهم منزلة شرف إلا وكلهم مخصوصون بمثل تلك العطية فهم صلى الله عليهم خلاصة الوجود ومعادن الكرم والجود وشجن الولي وشجى الحسود والعدة والعتاد في اليوم الموعود والسلام.
(١٧٧)