جئت فشهدت أنت ومالك بن أوس النضري ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لا نورث فأبطلت حق فاطمة وجئت تطلبينه لا أفعل قال فكان إذا خرج إلى الصلاة نادت وترفع القميص (وتقول) إنه قد خالف صاحب هذا القميص فلما آذته صعد المنبر فقال إن هذه الزعراء عدوة الله ضرب الله مثلها ومثل صاحبتها حفصة في الكتاب امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما إلى قوله وقيل ادخلا النار مع الداخلين فقالت له يا نعثل يا عدو الله إنما سماك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باسم نعثل اليهودي الذي باليمن فلاعنته ولاعنها وحلفت أن لا تساكنه بمصر أبدا وخرجت إلى مكة.
قلت قد نقل ابن أعثم صاحب الفتوح انها قالت اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا فلقد أبلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذه ثيابه لم تبل وخرجت إلى مكة.
وروى غيره انه لما قتل جاءت إلى المدينة فلقيها فلان فسألته عن الأحوال فخبرها فقال إن الناس اجتمعوا على علي عليه السلام فقالت والله لأطالبن بدمه فقال لها فأنت حرصت على قتله قالت إنهم لم يقتلوه حيث قلت ولكن تركوه حتى تاب ونقى من ذنوبه وصار كالسبيكة وقتلوه.
وأظن أن ابن أعثم رواه كذا أو قريبا منه فان كتابه لم يحضرني وقت بلوغي هذا الموضع.
وحيث انتهى بنا القول إلى هنا فلنذكر خطبة فاطمة عليها السلام فإنها من محاسن الخطب وبدايعها عليها مسحة من نور النبوة وفيها عبقة من أرج الرسالة وقد أوردها المؤالف والمخالف ونقلتها من كتاب السقيفة عن عمر بن شبه تأليف أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري من نسخة قديمة مقروءة على مؤلفها المذكور قرئت عليه في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة روى عن رجاله من عدة طرق أن فاطمة عليها السلام لما بلغها إجماع أبي بكر