من أبى جعفر قال فرأيتها بعد ما مات هشام وقد كتب الوليد في أن تستهدم وينقل ترابها فنقل حتى بدت الأحجار ورأيتها وبالإسناد قال كنت مع أبي جعفر فمر بنا زيد بن علي فقال أبو جعفر أما والله ليخرجن بالكوفة وليقتلن وليطافن برأسه ثم أتى به فنصب في ذلك الموضع على قصبة فتعجبنا من القصبة وليس في المدينة قصب أتوا بها معهم وعن أبي بصير قال قال أبو جعفر كان فيما أوصى أبى إلى أن قال يا بنى إذا أنا مت فلا يلي غسلي أحد غيرك فان الإمام لا يغسله إلا إمام واعلم أن عبد الله أخاك سيدعو الناس إلى نفسه فدعه فان عمره قصير فلما مضى أبى وغسلته كما أمرني وادعى عبد الله الإمامة مكانه فكان كما قال أبى وما لبث عبد الله إلا يسيرا حتى مات وكانت هذه من دلالته يبشر بالشئ قبل أن يكون فيكون وبها يعرف الإمام وعن فيض بن مطر قال دخلت على أبى جعفر عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن صلاة الليل في المحمل قال فابتدأني فقال كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلى على راحلته حيث توجهت به عن سعد الإسكاف قال طلبت الاذن على أبى جعفر فقيل لي لا تعجل ان عنده قوما من إخوانكم فما لبثت أن خرج على اثنا عشر رجلا يشبهون الزط وعليهم أقبية ضيقات وخفاف فسلموا ومروا فدخلت على أبى جعفر فقلت له ما عرفت هؤلاء الذين خرجوا من عندك من هم قال هؤلاء قوم من إخوانكم الجن قال قلت ويظهرون لكم فقال نعم يغدون علينا في حلالهم وحرامهم كما تغدون وعن أبي عبد الله قال سمعت أبي يقول ذات يوم إنما بقى من أجلى خمس سنين فحسبت ذلك فما زاد ولا نقص
(٣٥١)