فجده من قريش في أرومتها * محمد وعلى بعده علم بدر له شاهد والشعب من أحد * والخندقان ويوم الفتح قد علموا وخيبر وحنين يشهدان له * وفى قريظة يوم صيلم قتم مواطن قد علت أقدارها ونمت * آثارها لم تنلها العرب والعجم آخر كلامه.
قلت وأظنه نقل هذا الكلام والقصيدة من كتاب الفتوح لابن أعثم فإني طالعته في زمان الحداثة ونسب هذه القصيدة إلى الفرزدق في الحسين عليه السلام والذي عليه الرواة مع اختلاف كثير في شئ من أبياتها وانها للحر بن الليثي قالها في قثم بن العباس رضي الله عنه وأن الفرزدق أنشدها لعلي بن الحسين ولها قصة تأتى في أخباره إن شاء الله تعالى ولو كان هذا وأمثاله من موضوع هذا الكتاب لذكرت القصيدة ونسبت كل بيت منها إلى قائله ولكنه وضع لغير هذا.
وفى مسير الحسين عليه السلام من المدينة إلى مكة ومنها إلى العراق أحوال وأمور اختصرها الشيخ كمال الدين وهي مشهورة معلومة منقولة لا يكاد يخلو مصنف في هذا الشأن منها والله تعالى يعلم أنى لا أحب الخوض في ذكر مصرعه عليه السلام وما جرى عليه وعلى أهل بيته وتبعه فان ذلك يفتت الأكباد ويفت في الأعضاد ويضرم في القلب نارا وارية الزناد فانا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ونحن نتبع الشيخ كمال الدين رحمه الله تعالى في اختصاره واقتفاء آثاره قال