أحمد بن علي القمي في المنبئ عن زهد النبي عليه السلام.
ومن صفات الذين تدعى انك تقتدي بهم في ليلهم ما ذكره السعيد أبو جعفر بن بابويه في كتاب العوض عن المجالس باسناده قال إن مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام كان يصلى الليل كله ويخرج ساعة بعد ساعة ينظر إلى السماء ويتلو القرآن قال نوف فمر بي بعد هدو من الليل فقال يا نوف أراقد أنت أم رامق قلت بل رامق أرمقك بطرفي فقال عليه السلام يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة الذين إذا جنهم الليل اتخذوا الأرض بساطا وترابها فراشا ومائها طيبا والقرآن دثارا والدين (1) شعارا وقرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح عيسى بن مريم صلى الله عليه.
ومن صفات الذين تدعى انك تقتدي بهم في ليلهم ما رواه صاحب كتاب زهد مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام قال حدثنا سعيد بن عبد الله عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه على عن محمد بن سنان عن صالح بن عقبة عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن حبة العرني قال بينا انا و نوف نائمين في رحبة القصر إذ نحن بأمير المؤمنين عليه السلام في بقية من الليل واضعا يده على الحايط شبه الواله وهو يقول إن في خلق السماوات والأرض إلى آخر الآية قال ثم جعل يقرء هذه الآيات ويمر شبه الطاير عقله فقال أراقد يا حبة أم رامق قلت رامق هذا أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن قال فأرخى عينيه فبكى ثم قال لي يا حبة ان لله موقفا ولنا بين يديه موقف لا يخفى عليه شئ من أعمالنا يا حبة ان الله أقرب إليك والى من حبل الوريد يا حبة انه لن يحجبني ولا إياك عن الله شئ