مرارا في الأذان والإقامة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على خير العمل وأنت مع ذلك تسمع بأذنيك أي مسكين فلا تلتفت إلى اجابته فإذا كان اليهود والنصارى يسمعون هذا ولا يلتفتون وأنت تسمع مثلهم ولا تلتفت بأبلغ ما يكون فما الفرق بينك وبينهم في التحقيق فهل يخفى عليك وعلى عاقل ان صفاتك ما هي صفات أهل التصديق ويحك لو كنت من ذوي البصاير يكفيك في تعجيل القيام والاهتمام بالخواطر والسراير تجويز انه يمكن ان يكون هذا النداء من سلطان الأوايل والأواخر فإنك لو سمعت نداء من وراء دارك وقال لك قائل لاتعلم صدقه هذا نداء الخليفة والملك فلان أو من ترجو منه بلوغ شئ من ايثارك اما كنت أي سقيم تترك أشغالك وتقوم إلى النداء فما قام عندك نداء جميع الأنبياء والأوصياء وكافة الدعاة إلى سلطان الأرض والسماء مقام قول واحد لاتعلم صدقه على اليقين داو نفسك فإنك ان كنت من ذوي العقل فأنت سقيم وبك داء دفين أو من الهالكين فإياك إذا سمعت هذا النداء ان تتخلف عنه بل تقوم قيام مستبشر قد أهله موليه للدخول إلى حضرة مشافهته والاقبال عليه والقبول منه وما أجد لك عذرا في النصيحة لك والشفقة عليك فأقول لك ان كنت معذورا لأنك تعلم أن صاحب هذه الصلاة كلف القيام بها حتى لمن كان محاربا وجريحا وغريقا ومريضا ومأسورا وما عذر فيها صحيح العقل فارحم روحك فان بين يديك يوما عسيرا وخطرا كثيرا.
أقول وان كنت ممن لا ينفع عندك في القيام إلى الصلاة أول الوقت صعوبة التهديد والوعيد فنحن نورد لك بعض ما ورد في تقديمها من الوعود.