له، والمراجع له لا يشك في اتحاده مع إعلام الورى (1).
نعم فان للسيد ابن طاووس أسلوبا معلوما ومنهجا واضحا في كتبه ومؤلفاته تجعل من نسبة هذا الكتاب إليه غريبة وشاذة، بل وغير معهودة لما عرف عنه، وتعاهد عليه الجميع.
ثم إن من تعرض لجرد مؤلفاته وكتبه رحمه الله لم يذهب إلى نسبة هذا الكتاب إليه، وكذا معظم من ترجم له، إلا في حالات متشككة ومترددة، وفي هذا الأمر ما يضعف أيضا نسبة الكتاب إليه.
بل ولعل مما يقطع بانتفاء هذه النسبة من جانب، وكون النسختين لكتابين مستقلين من جانب آخر، مسألة التطابق بين النسختين بالشكل الذي يدفع القارئ للقول بان ما يقرأه كتاب واحد فحسب، حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتفق مؤلفان في كتابين مستقلين على جميع مواد كتابيهما، وتفاصيل بحوثهما وأخبارهما الا إذا عمد اللاحق إلى استنساخ ما كتبه السابق ثم قيامه بنسبة ما استنسخه إليه، وهذا الفعل السئ لا يمكن بأي حال من الأحوال نسبته للسيد ابن طاووس رحمه الله لأنه محض وهم وافتراء لا يليق توجيهه لعلم من أعلام الطائفة الكبار له الكثير من المؤلفات القيمة التي كانت وما زالت تزدان بها المكتبة الاسلامية العامرة، فهذا الأمر مستحيل الوقوع، ومردود الافتراض (2).
ومن هنا فقد كان لهذا التطابق الغريب بين هاتين النسختين الأثر