(غزوة بدر الكبرى) ثم كانت غزوة بدر الكبرى، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمع بأبي سفيان بن حرب في أربعين راكبا من قريش تجارا قافلين من الشام، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ثلاثمائة راكب ونيف، وأكثر أصحابه مشاة، معهم ثمانون بعيرا وفرس يقال إنه للمقداد، يعتقب النفر على البعير الواحد، وكان بين رسول الله وبين مرثد بن أبي مرثد الغنوي بعير، وذلك في شهر رمضان.
فلما خرج من المدينة وبلغ أبا سفيان الخبر أخذ بالعير على الساحل، وأرسل إلى أهل مكة يستصرخ بهم، فخرج منهم نحو من ألف رجل من سائر بطون قريش ومعهم مائتا فرس يقودونها، وخرجوا معهم بالقيان يضربن بالدفوف ويتغنين بهجاء المسلمين، ورجع الأخنس بن شريق الثقفي ببني زهرة من الطريق وكان حليفا لهم، فبقي منهم نحو من تسعمائة وسبعين رجلا، وفيهم العباس وعقيل ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب خرجوا مكرهين، وكانت أشرافهم المطعمون فيهم: العباس بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة وطعيمة بن عدي وأبو البختري بن هشام وأمية بن خلف وحكيم بن حزام والنضر بن الحارث بن كلدة وأبو جهل بن هشام وسهيل بن عمرو.
فلما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بدر، وهي بئر منسوبة إلى رجل من غفار يقال له: بدر، وقد علم رسول الله بفوات العير ومجئ قريش شاور أصحابه في لقائهم أو الرجوع، فقالوا: الأمر إليك والق بنا القوم.
فلقيهم على بدر لسبع عشرة من شهر رمضان، وكان لواء رسول الله يومئذ أبيض مع مصعب بن عمير ورايته مع علي عليه السلام، وأيدهم الله سبحانه