أني قتلتها معه، دعوه فإني أراه لما به مشغول، ثم قام من مجلسه.
ولما أصبح ابن زياد لعنه الله بعث برأس الحسين عليه السلام فدير به في سكك الكوفة وقبائلها.
فروي عن زيد بن أرقم أنه قال: مر به علي وهو على رمح وأنا في غرفة لي فلما حاذاني سمعته يقرأ: (أم حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) وقف والله شعري وناديت: رأسك والله يا ابن رسول الله أعجب وأعجب.
ولما فرغ القوم من التطواف به ردوه إلى باب القصر فدفعه ابن زياد إلى زحر بن قيس ودفع إليه رؤوس أصحابه وسرحه إلى يزيد بن معاوية وأنفذ معه جماعة من أهل الكوفة حتى وردوا بها إلى يزيد بن معاوية بدمشق، فقال يزيد: قد كنت اقنع وأرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين أما لوأني صاحبه لعفوت عنه.
ثم إن عبيد الله بن زياد بعد إنفاذه برأس الحسين أمر بنسائه وصبيانه فجهزوا وأمر بعلي بن الحسين عليه السلام فغل بغل إلى عنقه ثم سرح به في أثر الرأس مع مجفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن لعنهما الله فانطلقا بهم حتى لحقوا بالقوم الذين معهم الرأس ولم يكن علي بن الحسين عليه السلام يكلم أحدا من القوم في الطريق كلمة حتى بلغوا باب يزيد فرفع مجفر بن ثعلبة صوته فقال: هذا مجفر بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة، فأجابه علي بن الحسين عليه السلام: (ما ولدت أم مجفر أشر وألام).
ولما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد وفيها رأس الحسين عليه السلام قال يزيد: