أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم فبالحقيقة من أحب شيئا أحب كل شئ يحبه) وهذه سيرة السلف حتى في المباحات وشهوات النفس وقد قال أنس حين رأى
النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي القصعة فما زلت أحب الدباء من يومئذ، وهذا
الحسن بن علي وعبد الله
ابن عباس وابن جعفر أتوا سلمى وسألوها أن تصنع لهم طعاما مما كان يعجب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابن عمر
يلبس النعال السبتية ويصبغ بالصفرة إذ رأى
النبي صلى الله عليه وسلم يفعل نحو ذلك * ومنها بغض من أبغض الله ورسوله ومعاداة من عاداه ومجانبة من خالف سنته وابتدع في دينه واستثقاله كل أمر يخالف شريعته قال الله تعالى (لا نجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) وهؤلاء أصحابه صلى الله عليه وسلم قد
قتلوا أحباءهم
وقاتلوا آباءهم وأبناءهم في مرضاته وقال له
عبد الله بن عبد الله بن أبي: لو شئت لأتيتك برأسه
____________________
(قوله الدباء) بالمد وحكى المصنف فيه القصر أيضا جمع دباة وهو الفرع (قوله من حوالي) بفتح اللام (قوله أتوا سلمى وسألوها) قال المزي في الأطراف كانت سلمى مولاة للنبي صلى الله عليه وسلم ويقال مولاة لصفية وهي زوج أبى رافع وداية فاطمة الزهراء أو قابلة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم وغاسلة فاطمة الزهراء مع أسماء بنت عميس (قوله السبتية) السبت بكسر السين المهملة جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها النعال، سميت بذلك لأن شهرها قد سبت عنها أي أزيل وحلق، وقيل لأنها أسبتت بالدباغ أي لانت وقال ابن قرقول عن الدراوردي منسوبة إلى موضع يقال له سوق السبت.