في غزوة الطائف ليلا وهو وسن فاعترضته سدرة فانفرجت له نصفين حتى جاز بينهما وبقيت على ساقين إلى وقتنا هي هناك معروفة معظمة * ومن ذلك حديث أنس رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام قال
للنبي صلى الله عليه وسلم ورآه حزينا أتحب أن أريك آية قال نعم فنظر
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شجرة من وراء الوادي فقال ادع تلك الشجرة فجاءت تمشى حتى قامت بين يديه قال مرها فلترجع فعادت إلى مكانها، وعن علي نحو هذا ولم يذكر فيها جبريل قال اللهم أرني آية لا أبالي من كذبني بعدها فدعا شجرة مثله وذكر، وحزنه صلى الله عليه وسلم لتكذيب قومه وطلبه الآية لهم لا له وذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم أرى ركانة مثل هذه الآية في شجرة دعاها فأتت حتى وقفت بين يديه ثم قال ارجعي فرجعت وعن الحسن أنه صلى الله عليه وسلم شكى إلى ربه من قومه وأنهم يخوفونه وسأله آية يعلم بها أن لا مخافة عليه فأوحى إليه أن ائت وادى كذا فيه شجرة فادع غصنا
____________________
(قوله في غزوة الطائف) كانت في السنة الثامنة بعد الفتح وبعد حنين (قوله وسن) بفتح الواو وكسر السين المهملة أي نعسان (قوله وحزنه صلى الله عليه وسلم لتكذيب قومه) فان قلت قد سبق في حديث هند بن أبي هالة أن ابن القيم قال إنه صلى الله عليه وسلم لا يجوز أن يكون حزنه على الكفار لأن الله تعالى قد نهاه عنه قلت لعل الحزن الذي في الحديث المفسر هنا قبل النهى عن حزنه على الكفار على أن حزنه لتكذيب قومه لا يلزم أن يكون حزنا عليهم لجواز أن يكون لما نسبوه إليه مما هو معصوم منه وهو الكذب