ضربنا للناس في هذا
القرآن من كل مثل) وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله أنزل هذا
القرآن آمرا وزاجرا وسنة خالية ومثلا مضروبة فيه نبؤكم وخبر ما كان قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم لا يخلقه طول الرد ولا تنقضي عجائبه، هو الحق ليس بالهزل من قال به
صدق ومن حكم به عدل ومن خاصم به فلج ومن قسم به أقسط ومن عمل به أجر ومن تمسك به هدى إلى صراط مستقيم ومن طلب الهدى من غيره أضله الله ومن حكم بغيره قصمه الله، هو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم وحبل الله المتين والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه، لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد، ونحوه عن ابن مسعود وقال فيه ولا يختلف ولا يتشان، فيه نبأ الأولين والآخرين، وفى الحديث قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم (إني منزل عليك توراة حديثة تفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا فيها ينابيع العلم وفهم الحكمة وربيع القلوب)
____________________
(قوله فلج) بفتح الفاء واللام وبعدهما جيم، في الصحاح الفلج الظفر والفوز (قوله أقسط) أي عدل وأما قسط فمعناه جار وحكى يعقوب في كتاب الأضداد أنه يأتي أيضا بمعنى عدل (قوله وحبل الله المتين) من المتانة وهي القوة وقال ابن الأثير حبل الله نور هداه وقيل عهده وأمانه الذي يؤمن من العذاب والحبل العهد والميثاق انتهى (قوله ولا يتشان) بشين معجمة وفى آخره نون مخفف من الشنآن بفتح النون وإسكانها مهموز وهو البغض: شنأه أبغضه، قال الهروي وابن الأثير وفى حديث ابن مسعود في صفة القرآن ولا يتشان معناه لا مخلق على كثرة الرد، مأخوذ من الشن