خبرها
والقرآن العزيز الباهرة آياته الظاهرة معجزاته على ما كان عليه اليوم مدة خمسمائة عام وخمس وثلاثين سنة لأول نزوله إلى وقتنا هذا حجته قاهرة ومعارضته ممتنعة الأعصار كلها طافحة بأهل البيان وحملة علم اللسان وأئمة البلاغة وفرسان الكلام وجهابذة البراعة والملحد فيهم كثير والمعادي للشرح عتيد فما منهم من أتى بشئ يؤثر في معارضته ولا ألف كلمتين في مناقضته ولا قدر فيه على مطعن صحيح ولا قدح المتكلف من ذهنه في ذلك إلا بزند شحيح بل المأثور عن كل من رام ذلك إلقاؤه في العجز بيديه والنكوص على عقيبه (فصل) وقد عد جماعة من الأئمة ومقلدي الأمة في إعجازه وجوها كثيرة منها أن قارئه لا يمله وسامعه لا يمجه بل الإكباب على تلاوته يزيده حلاوة وترديده يوجب له محبة لا يزال غضا طريا وغيره من الكلام ولو بلغ في الحسن والبلاغة مبلغه يمل مع الترديد ويعادي إذا أعيد وكتابنا يستلذ به في الخلوات ويؤنس بتلاوته في الأزمات وسواء من الكتب لا يوجد فيها ذلك حتى أحدث أصحابها لها لحونا وطرقا
____________________
(قوله إلا بزند) بفتح الزاي وسكون النون، في الصحاح وهو موصل طرف الذراع في الكف وهما زندان الكوع والكرسوع، والزند أيضا العود الذي يقدح به النار وهو الأعلى والزندة السفلى فيها ثقب وهي الأنثى انتهى (قوله في الأزمات) الأزمة بفتح الهمزة وسكون الزاي: الشدة