وإجماع الأمة كونه أكرم البشر وأفضل الأنبياء فما معنى الأحاديث الواردة بنهيه عن التفضيل كقوله فيما حدثناه الأسدي قال حدثنا السمرقندي حدثنا الفارسي حدثنا الجلودي حدثنا ابن سفيان حدثنا مسلم حدثنا محمد بن مثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة سمعت أبا العالية يقول حدثني ابن عم نبيكم صلى الله عليه وسلم يعنى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى) وفى غير هذا الطريق عن أبي هريرة قال يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما ينبغي لعبد - الحديث) وفى حديث أبي هريرة في اليهودي الذي قال والذي اصطفى موسى على البشر فلطمه رجل من الأنصار وقال تقول ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تفضلوا بين الأنبياء وفى رواية لا تخيروني على موسى فذكر الحديث وفيه ولا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن متى * وعن أبي هريرة من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب * وعن ابن مسعود لا يقولن أحدكم أنا خير من يونس بن متى وفى حديثه الآخر فجاءه رجل فقال يا خير البرية فقال ذاك إبراهيم، فاعلم أن للعلماء في هذه الأحاديث تأويلات (أحدها) أن نهيه عن التفضيل كان قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم فنهى عن التفضيل إذ يحتاج إلى توقيف وأن من فضل بلا علم فقد كذب وكذلك قوله لا أقول إن أحدا أفضل منه لا يقتضى تفضيله هو وإنما
(٢٢٦)