أمره حتى تحققت السمتان له صلى الله عليه وسلم ولم ينازع فيهما وأما قوله صلى الله عليه وسلم وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ففسر في الحديث ويكون محو الكفر إما من مكة وبلاد العرب وما زوى له من الأرض ووعد أنه يبلغه ملك أمته أو يكون المحو عاما بمعنى الظهور والغلبة كما قال تعالى (ليظهره على الدين كله) وقد ورد تفسيره في الحديث أنه الذي محيت به سيئات من اتبعه وقوله وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي أي على زماني وعهدي أي ليس بعدي نبي كما قال (وخاتم النبيين) وسمى عاقبا لأنه عقب غيره من الأنبياء وفى الصحيح أما العاقب الذي ليس بعدي نبي وقيل معنى على قدمي أي يحشر الناس بمشاهدتي كما قال تعالى (لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) وقيل على قدمي على سابقتي قال الله تعالى (أن لهم قدم صدق عند ربهم) وقيل على قدمي أي قدامي وحولي أي يجتمعون إلى يوم القيامة وقيل قدمي على سنتي ومعنى قوله (لي خمسة أسماء) قيل إنها موجودة في الكتب المتقدمة وعند أولى العلم من الأمم السالفة، وقد روى عنه صلى الله عليه وسلم: لي عشرة أسماء، وذكر منها: طه ويس، حكاه مكي وقد قيل في بعض تفاسير طه إنه يا طاهر يا هادي، وفى يس يا سيد، حكاه السلمي عن الواسطي وجعفر بن محمد، وذكر غيره، لي عشرة أسماء فذكر الخمسة التي في الحديث الأول، قال: وأنا رسول الرحمة ورسول
(٢٣١)