عينيه لئلا يشغله شئ من المحسوسات عن الله تعالى ولا يصح هذا أن يكون في وقت صلاته بالأنبياء ولعله كانت له في هذا الإسراء حالات * ووجه رابع وهو أن يعبر بالنوم ههنا عن هيئة النائم من الاضطجاع ويقويه قوله في رواية عبد بن حميد عن همام: بينا أنا نائم وربما قال مضطجع وفى رواية هدبة عنه بينا أنا نائم في الحطيم وربما قال في الحجر مضطجع وقوله في الرواية الأخرى بينا النائم واليقظان فيكون سمى هيئته بالنوم لما كانت هيئة النائم غالبا وذهب بعضهم إلى أن هذه الزيادات من
النوم وذكر شق البطن ودنو الرب عز وجل الواقعة في هذا الحديث إنما هي من رواية شريك عن أنس فيه منكرة من روايته إذ شق البطن في الأحاديث الصحيحة إنما كان في صغره صلى الله عليه وسلم وقبل النبوة ولأنه قال في الحديث قيل أن
يبعث. والإسراء بإجماع كان بعد المبعث. فهذا كله يوهن ما وقع في رواية أنس مع أن أنسا قد بين من غير طريق أنه إنما رواه عن غيره وأنه لم يسمعه من
النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرة عن مالك ابن صعصعة وفى كتاب مسلم لعله عن
مالك بن صعصعة على الشك وقال
____________________
(قوله هو همام) بتشديد الميم وفتح الهاء (قوله هدبة) بضم الهاء وإسكان الدال المهملة بعدها موحدة هو ابن خالد القيسي (قوله إذ شق البطن إنما كان في صغره) قال السهيلي: كان شق بطنه صلى الله عليه وسلم مرتين إحداهما في الصغر لإزالة حظ الشيطان والأخرى لملء قلبه إيمانا وحكمة.