مرة كان أبو ذر يحدث وأما قول عائشة ما فقدت جسده فعائشة لم تحدث به عن مشاهدة لأنها لم تكن حينئذ زوجه ولا في سن من يضبط ولعلها لم تكن ولدت بعد على الخلاف في الإسراء متى كان فإن الإسراء كان في أول الإسلام على قول الزهري ومن وافقه بعد المبعث بعام ونصف وكانت عائشة في الهجرة بنت نحو ثمانية أعوام وقد قيل كان الإسراء لخمس قبل الهجرة وقيل قبل الهجرة بعام والأشبه أنه لخمس والحجة لذلك تطول ليست من غرضنا فإذا لم
تشاهد ذلك عائشة دل أنها حدثت بذلك عن غيرها فلم يرجح خبرها على خبر غيرها وغيرها يقول خلافه مما وقع نضا في حديث أم هانئ وغيره وأيضا فليس حديث عائشة رضي الله عنها بالثابت والأحاديث الأخر أثبت لسنا نعنى حديث أم هانئ وما ذكرت فيه خديجة وأيضا فقد روى في حديث عائشة ما فقدت ولم يدخل بها
النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالمدينة وكل هذا يوهنه بل الذي يدل عليه صحيح قولها إنه بجسده لإنكارها أن تكون رؤياه لربه رؤيا عين ولو كانت عندها مناما لم تنكره فإن قيل فقد قال تعالى (ما
كذب الفؤاد من رأى) فقد جعل ما رآه
____________________
(قوله بعد البعث) بعده بعام ونصف، واختلف في الشهر الذي أسرى صلى الله عليه وسلم فيه فقيل ربيع الأول، وجزم به النووي في فتاويه، وقيل في ربيع الآخر وجزم به النووي في مسلم تبعا للقاضي أبى الفضل المصنف، وقيل في رجب وجزم به النووي في الروضة وقال الواقدي في رمضان، وقال الماوردي في شوال (قوله يوهن) بسكون الواو كسر الهاء المخففة، ويجوز فتح الواو تشديد الهاء