الباب في حقه صلى الله عليه وسلم ممتد ينقطع دون نفاده الأدلاء وبحر علم خصائصه زاخر لا تكدره الدلاء ولكنا أتينا فيه بالمعروف مما أكثره في الصحيح والمشهور من المصنفات واقتصرنا في ذلك بقل من كل وغيض من فيض ورأينا أن نختم هذه الفصول بذكر حديث الحسن عن ابن أبي هالة لجمعه من شمائله وأوصافه كثيرا وإدماجه جملة كافية من سيرة وفضائله ونصله بتنبيه لطيف على غريبه ومشكله حدثنا القاضي أبو على
الحسين بن محمد الحافظ رحمه الله بقراءتي عليه سنة ثمان وخمسمائة قال حدثنا الإمام أبو القاسم
عبد الله بن طاهر التميمي فيما قرأت عليه أخبركم الفقيه الأديب أبو بكر محمد بن
عبد الله بن الحسن النيسابوري والشيخ الفقيه
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن المحمدي والقاضي أبو على
الحسن بن علي بن جعفر الوخشي قالوا حدثنا أبو القاسم على ابن
أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي
____________________
(قوله نفاده الأدلاء) النفاد بالنون المفتوحة والفاء والدال المهملة، يقال نفد الشئ بالكسر نفادا فنى والأدلاء بكسر الدال المهملة وتشديد اللام جمع أدلة وهي جمع دليل (قوله قل) بضم القاف وتشديد اللام، في الصحاح القل والمقلة مثل الذل والذلة، وفى الحديث الربا وإن كثر فهو إلى قل (قوله وغيض من فيض) الغيض بالغين والضاد المعجمتين، والفيض بالفاء والضاد المعجمة في الصحاح، ويقال غاض الكرام، أي قلوا وفاض اللئام أي كثروا، وقولهم أعطاه غيضا من فيض أي قليلا من كثير (قوله الوخشي) بواو مفتوحة وخاء ساكنة وشين معجمتين (قوله الشاشي) بمعجمتين