ثم قال: آحسنت إليك قال: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا، فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم: إنك قلت ما قلت وفى نفس أصحابي من ذلك شئ فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب ما في صدورهم عليك، قال: نعم. فلما كان الغد أو العشى جاء فقال صلى الله عليه وسلم إن هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه فزعم أنه رضى أكذلك؟ قال: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا. فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: مثلي ومثل هذا مثل رجل له ناقة شردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورا فناداهم صاحبها خلوا بيني وبين ناقتي فإني أرفق بها منكم وأعلم فتوجه لها بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها واستوى عليها وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار) وروى عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال:
لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر) ومن شفقته على أمته صلى الله عليه وسلم تخفيفه وتسهيله عليهم. وكراهته أشياء مخافة أن تفرض عليهم كقوله عليه
الصلاة والسلام: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك
____________________
(قوله من قمام الأرض) بضم القاف وتخفيف الميم، في الصحاح: القمامة الكناسة والجمع قمام (قوله واستناخت) بنون قبل الألف وخاء معجمة بعدها، يقال أنخت الجمل فاستناخ: أي أبركته فبرك.