إليه العجوز، وخرجت إليه العروس فرحا به، وشوقا إليه، فتركته وليس همه إلا الشام ".
فذعر معاوية من قوله، وقال حابس: أيها الأمير لقد أسمعني شعرا غير به حالي في عثمان، وعظم به عليا عندي. قال معاوية: أسمعنيه يا خفاف.
فأسمعه قوله شعرا:
قلت والليل ساقط الأكناف * ولجنبي عن الفراش تجاف أرقب النجم مائلا ومتى * الغمض بعين طويلة التذراف (1) ليت شعري وإنني لسؤول * هل لي اليوم بالمدينة شاف من صحاب النبي إذ عظم الخط * ب وفيهم من البرية كاف أحلال دم الإمام بذنب * أم حرام بسنة الوقاف (2) قال لي القوم لا سبيل إلى ما * تطلب اليوم قلت حسب خفاف عند قوم ليسوا بأوعية * العلم ولا أهل صحة وعفاف قلت لما سمعت قولا دعوني * إن قلبي من القلوب الضعاف قد مضى ما مضى ومر به * الدهر كما مر ذاهب الأسلاف إنني والذي يحج له الناس * على لحق البطون العجاف (3)