وقعة صفين - ابن مزاحم المنقري - الصفحة ٣٧١
إذا قلت يوما قد ونوا برزت لنا * كتائب حمر وارجحنت كتائب (1) فقالوا: نرى من رأينا أن تبايعوا * عليا فقلنا بل نرى أن تضاربوا فأبنا وقد نالوا سراة رجالنا * وليس لما لاقوا سوى الله حاسب فلم أر يوما كان أكثر باكيا * ولا عارضا منهم كميا يكالب كأن تلالي البيض فينا وفيهم * تلألؤ برق في تهامة ثاقب (2) فرد عليه محمد بن علي بن أبي طالب:
لو شهدت جمل مقامك أبصرت * مقام لئيم وسط تلك الكتائب أتذكر يوما لم يكن لك فخره * وقد ظهرت فيها عليك الجلائب (3) وأعطيتمونا ما نقمتم أذلة * على غير تقوى الله والدين واصب (4) وروى: " خوف العواقب " نصر: عمرو بن شمر، عن جابر، عن تميم قال: والله إني مع علي حين أتاه علقمة بن زهير الأنصاري فقال: يا أمير المؤمنين، إن عمرو بن العاص ينادي ثم:
أنا الغلام القرشي المؤتمن * الماجد الأبلج ليث كالشطن يرضى به الشام إلى أرض عدن * يا قادة الكوفة من أهل الفتن يا أيها الأشراف من أهل اليمن * أضربكم ولا أرى أبا حسن

(1) في الأصل: " إذا قلت قد استهزموا " وأثبت ما في ح. كتائب حمر، لما علاها من صدأ الحديد. ح: " كتائب منهم ".
(2) تلالي، مصدر من تلالا المسهلة، كما تقول: تراضى تراضيا.
(3) الجلائب: العبيد يجلبون من بلد إلى غيره.
(4) واصب، أي طاعته دائمة واجبة أبدا. وفي الكتاب: " وله الدين واصبا ".
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»
الفهرست