وقعة صفين - ابن مزاحم المنقري - الصفحة ١٩٩
من ابن سمية (1) ما قتلته بعثمان، ولكن كنت أقتله بنائل (2) مولى عثمان ابن عفان، فقال له شبث: وإله السماء ما عدلت معدلا، لا والله الذي لا إله إلا هو لا تصل إلى قتل ابن ياسر حتى تندر الهام عن كواهل الرجال وتضيق الأرض الفضاء عليك برحبها، فقال له معاوية: إنه لو كان ذلك كانت عليك أضيق (3). ورجع القوم عن معاوية، فلما رجعوا من عنده بعث إلى زياد بن خصفة التيمي فدخل عليه، فحمد الله معاوية وأثنى عليه ثم قال:
أما بعد يا أخا ربيعة فإن عليا قطع أرحامنا، وقتل إمامنا، وآوى قتلة صاحبنا، وإني أسألك النصرة عليه (4) بأسرتك وعشيرتك، ولك على عهد الله وميثاقه إذا ظهرت أن أوليك أي المصرين أحببت.
قال أبو المجاهد (5): سمعت زياد بن خصفة يحدث بهذا الحديث. قال:
فلما قضى معاوية كلامه حمدت الله وأثنيت عليه ثم قلت له: " أما بعد فإني لعلى بينة من ربي، وبما أنعم علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ". قال: ثم قمت، فقال معاوية لعمرو بن العاص - وكان إلى جانبه جالسا -: ليس يكلم رجل

(١) سمية، هي سمية بنت خباط، بمعجمة مضمومة وموحدة ثقيلة، وهي أم عمار بن ياسر، وكانت أمة لأبي حذيفة بن المغيرة المخزومي، ثم زوجها ياسرا فولدت له عمارا. وهي أول شهيدة استشهدت في الإسلام، وجأها أبو جهل بحربة فماتت. المعارف 111 - 112 والإصابة 582.
(2) في الطبري: " بناتل ".
(3) الطبري: " إنه لو قد كان ذلك كانت الأرض عليك أضيق ".
(4) في الأصل: " عليك " صوابه في ح والطبري.
(5) أبو المجاهد، هو سعد الطائي الكوفي، وثقة وكيع وابن حبان، وقال ابن حجر:
" لا بأس به. من السادسة ". انظر التقريب وحواشيه.
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست