وقعة صفين - ابن مزاحم المنقري - الصفحة ٣٩٦
من أسد خفان شديد الساعد * ينصر خير راكع وساجد من حقه عندي كحق الوالد * ذاكم على كاشف الأوابد وأطعنا مليا، ومضى عبد الرحمن وانصرف جارية، وعبد الرحمن لا يأتي على شئ إلا أهمده، وهو يقول:
إني إذا ما الحرب فرت عن كبر * تخالني أخزر من غير خزر أقحم والخطي في النقع كشر * كالحية الصماء في رأس الحجر * أحمل ما حملت من خير وشر * فغم ذلك عليا، وأقبل عمرو بن العاص في خيل من بعده فقال: أقحم يا ابن سيف الله فإنه الظفر! وأقبل الناس على الأشتر فقالوا: يوم من أيامك الأول، وقد بلغ لواء معاوية حيث ترى. فأخذ الأشتر لواءه ثم حمل وهو يقول:
إني أنا الأشتر معروف الشتر (1) * إني أنا الأفعى العراقي الذكر لست من الحي ربيع أو مضر (2) * لكنني من مذحج الغر الغرر فضارب القوم حتى ردهم على أعقابهم، فرجعت خيل عمرو.
وقال النجاشي في ذلك:
رأيت اللواء لواء العقاب (3) * يقحمه الشانئ الأخزر كليث العرين خلال العجاج * وأقبل في خيله الأبتر دعونا لها الكبش كبش العراق * وقد خالط العسكر العسكر (4)

(1) الشتر: انقلاب جفن العين من أعلى وأسفل وتشنجه.
(2) ربيع: مرخم ربيعة لغير نداء. وفي الأصل: " ربيعة ومضر " ولا يستقيم به الوزن. والصواب ما أثبت من مروج الذهب (2: 21).
(3) ح (2: 285): " ولما رأينا اللواء العقاب ".
(4) ح: " وقد أضمر الفشل العسكر ".
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»
الفهرست