واحد منهما صاحبه (1).
وكان مع عمرو ابن عم له فتى شاب، وكان داهيا حليما (2)، فلما جاء عمرو بالكتاب مسرورا عجب الفتى وقال: ألا تخبرني يا عمرو بأي رأي تعيش في قريش؟ أعطيت دينك ومنيت دنيا غيرك. أترى أهل مصر - وهم قتلة عثمان - يدفعونها إلى معاوية وعلي حي؟ وتراها إن صارت إلى معاوية لا يأخذها بالحرف الذي قدمه في الكتاب؟ فقال عمرو: يا ابن الأخ، إن الأمر لله دون على ومعاوية. فقال الفتى في ذلك شعرا:
ألا يا هند أخت بني زياد * دهى عمرو بداهية البلاد (3) رمى عمرو بأعور عبشمي * بعيد القعر مخشى الكياد (4) له خدع يحار العقل فيها * مزخرفة صوائد للفؤاد