فدتكم نفسي، شدوا شدة المحرج الراجي الفرج، فإذا نالتكم الرماح فالتووا فيها، وإذا عضتكم السيوف فليعض الرجل نواجذه فإنه أشد لشؤون الرأس، ثم استقبلوا القوم بهاماتكم. قال: وكان الأشتر يومئذ على فرس له محذوف أدهم كأنه حلك الغراب (1).
نصر، عن عمرو بن شمر (2)، عن جابر، عن عامر، عن الحارث بن أدهم، عن صعصعة بن صوحان قال: قتل الأشتر في تلك المعركة سبعة، وقتل الأشعث فيها خمسة، ولكن أهل الشام لم يثبتوا. فكان الذين قتلهم الأشتر صالح بن فيروز العكي، ومالك بن أدهم السلماني، ورياح بن عتيك الغساني (3)، والأجلح بن منصور الكندي - وكان فارس أهل الشام - وإبراهيم بن وضاح الجمحي، وزامل بن عبيد الحزامي، ومحمد بن روضة الجمحي.
نصر: فأول قتيل قتل الأشتر ذلك اليوم بيده من أهل الشام رجل يقال له صالح بن فيروز، وكان مشهورا بشدة البأس، فقال وارتجز على الأشتر:
يا صاحب الطرف الحصان الأدهم * أقدم إذا شئت علينا أقدم أنا ابن ذي العز وذي التكرم * سيد عك كل عك فاعلم فبرز إليه الأشتر وهو يقول:
آليت لا أرجع حتى أضربا * بسيفي المصقول ضربا معجبا أنا ابن خير مذحج مركبا * من خيرها نفسا وأما وأبا (4) قال: ثم شد عليه بالرمح فقتله وفلق ظهره، ثم رجع إلى مكانه،