وعائف، ومنجم فذكر القصة إلى أن قال: ثم إن كسرى رأى في النوم أن سلما وضع في الأرض إلى السماء وحشر الناس حوله إذ أقبل رجل عليه عمامة وإزار ورداء فصعد السلم حتى إذا كان بمكان منه نودي أين فارس ورجالها، ونساؤها، ولأمتها، وكنوزها؟ فأقبلوا فجعلوا في جوالق ثم دفع الجوالق إلى ذلك الرجل فأصبح كسرى بئيس النفس محزونا بتلك الرؤيا، فذكرها لأساورته فجعلوا يهونون عليه الأمر فيقول كسرى: هذا من فضل الأمر الذي يراد به فارس، فلم يزل مهموما حتى قدم عليه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وقدم به عبد الله بن حذافة.
قال: وحدثني سعيد بن بشير عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: إن كسرى رأى في النوم أن سلما وضع في الأرض إلى السماء وحشر الناس من حوله فذكر مثله وزاد فكتب كسرى إلى عامل اليمن باذان إني لم أبعثك لتأكل وتشرب إلى هذا الرجل الذي خالف دين قومه فمره فليرجع إلى دين قومه وإلا فليواعدك يوما تلتقون فيه تقتلون، فلما ورد كتابه على باذان بعث بكاتبه مع رجلين، فلما وردا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لها وأمرهما بالمقام فأقاما ثم أرسل إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال: انطلقا إلى باذان وأعلماه أن ربي قد قتل كسرى في هذه الليلة، فانطلقا حتى قدما على باذان فأخبراه بذلك، فقال: إن يكن الأمر كما قال فإن خبر ذلك يوافي يوم كذا، وأتاه الخبر كذلك فاجتمعت أساودته إليه وهو مريض فقالوا: من يرأس علينا؟ فقال ملك مقبل وملك مدبر فاتبعوا هذا الرجل وادخلوا في دينه وأسلموا، ومات باذان وبعثوا وفدهم بإسلامهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هكذا ساق أبو نعيم هذه الأخبار عن الواقدي ثم قال ورواه علي بن عاصم عن داود بن أبي هند عن الشعبي، قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا إلى هرقل (1) وكتابا إلى صاحب دومة الجندل (2)، وكتابا إلى النجاشي (3) وكتاب إلى