قريبا منه في باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه (1).
وقال الواقدي: حدثني قدامة بن موسى، عن عائشة بنت قدامة قالت:
لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتحول عن فراشه، ولا ينام عليه في الليلة التي ائتمرت قريش في دار الندوة، على أن يثبتوه فيقتلوه، خرج على القوم حتى انتهى إلى بيت بكر رضي الله عنه، وكان فيه حتى خرجا منه إلى الغار - غار ثور - خرجا من خوخة في ظهر بيت أبي بكر رضي الله عنه ليلا.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحدث: لقد خرجت من الخوخة متنكرا، وكان أول من لقيني، الخبيث أبو جهل، فعمى الله تعالى بصره عني وعن أبي بكر [رضي الله عنه] حتى مضيت، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر [رضي الله عنه]، فقال أبو بكر لعائشة [رضي الله عنهما]: لو رأيتني ورسول الله صلى الله عليه وسلم إذ صعدنا الغار، فأما قدما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقطرتا دما، وأما قدماي، فعادتا كأنها صفوان، فقالت عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتعود الحفية، ولا الرعية، ولا الشقوة [قال:] ولو رأيتنا ونحن نصعد في الغار، مرة هو أمامي، ومرة أنا أمامه، حتى سبقته إلى الغار فدخلته، وكان فيه جحر، فألقمته عقبي، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على، قال أبو بكر رضي الله عنه: إن كانت لدغة لدغتني، أحب إلي من أن تلدغ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن الحسن بن أبي الحسن بن زبالة، في (تاريخ المدينة): حدثني محمد بن عبد الله الأنصاري، عن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن حارثة، عن أبيه قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على كلثوم ابن الهدم، بغلام [يقال] له: يا نجيح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنجحت يا أبا بكر.