تستوفوا، فأكلنا من التمر حتى شبعنا، واكتلنا حتى استوفينا، ثم أتينا المدينة من الغد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب الناس على المنبر، فسمعته يقول: يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول، أمك وأباك، وأختك وأخاك، وأدناك أدناك، ثم رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله!
هؤلاء [بنو] ثعلبة بن يربوع، الذين قتلوا فلانا في الجاهلية، فخذلنا ثأرنا، فرفع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يديه حتى رأيت بياض إبطيه فقال: لا تجني أم على ولد، لا تجني أم على ولد، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد (1).
ولأبي نعيم من حديث محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: [حدثنا] محمد بن [مكاره، حدثنا] ابن أبي الزياد، قال: حدثني أبي قال: رأيت رجلا يقال له: ربيعة بن عباد، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر في فجاج ذي المجاز وهو يقول: يا أيها الناس! قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، قال: فما يؤذيه أحد إلا أنهم يتبعونه، قال: فقالوا: هذا ابن عبد الله بن عبد المطلب، إلا رجل أحول، وضئ، ذو غديرتين، يتبعه في فجاج ذي المجاز وهو يقول: إنه صابئ كاذب، قال: فقلنا: من هذا؟ قالوا: عمه أبو لهب.
قال أبو نعيم: ورواه زيد بن أسلم، وسعيد بن خالد القارط، وحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، في آخرين، عن ربيعة (2).