إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٣ - الصفحة ١٢
عبد الله الأنصاري [رضي الله عنه]، قال فسلم: وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو - يحدث عن فترة الوحي: قال في حديثه: بينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء، فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، [فرعبت] (1) منه فرجعت، - وقال مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فخشيت منه فرقا فرجعت - فقلت: زملوني [زملوني]، فدثروه - وقال مسلم: فدثروني - فأنزل الله: (يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فاهجر) (2) - وهي الأوثان - قال: ثم تتابع الوحي (3) - وقال البخاري: قال أبو سلمة: وهي الأوثان التي كانت الجاهلية يعبدون، قال: ثم تتابع الوحي، ولم يذكر مسلم: ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكره البخاري في كتاب التفسير وفي كتاب الإيمان (4).
وذكره مسلم من حديث معمر عن الزهري (5) ولفظه: أول ما بدئ به

(١) قوله: " فرعبت منه - بضم الراء وكسر العين، وللأصيلي بفتح الراء وضم العين - أي فزعت، دل على بقية بقيت معه من الفزع الأول، ثم زالت بالتدريج.
قوله: " فقلت: " زملوني زملوني " - وفي رواية الأصيلي وكريمة " زملوني " مرة واحدة، وفي رواية يونس في (التفسير): " فقلت: دثروني " فنزلت: (يا أيها المدثر * قم فأنذر)، أي حذر من العذاب من لم يؤمن بك. (وربك فكبر) أي عظم، (وثيابك فطهر) أي من النجاسة، وقيل: الثياب النفس، وتطهيرها اجتناب النقائص، والرجز هنا الأوثان، والرجز في اللغة العذاب، وسمي الأوثان رجزا لأنها سببه.
(٢) أول سورة المدثر.
(٣) قوله: " تتابع "، تأكيد معنوي، وتتابع تكاثر. وقد وقع في رواية الكشمهيني وأبي الوقت: " تواتر "، والتواتر مجئ الشئ يتلو بعضه بعضا من غير تخلل. (المرجع السابق): حديث رقم (٤).
(٤) هذا الحديث ذكره البخاري في كتاب بدء الخلق، باب (٧) حديث رقم (٣٢٣٨)، وفي كتاب التفسير، باب (١، ٢) حديث رقم (٤٩٢٢)، (٤٩٢٣)، باب (٣)، حديث رقم (٤٩٢٤) باب (٤) حديث رقم (٤٩٢٥)، باب (٥)، حديث رقم (٤٩٢٦)، (٤٩٥٤)، وفي كتاب الأدب، باب (١١٨)، حديث رقم (٦٢١٤). بسياقات مختلفة وتقديم وتأخير.
(٥) حديث معمر عن الزهري: رقم (٢٥٣) من كتاب الإيمان، باب (73) بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من (صحيح مسلم بشرح النووي) 2 / 559.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 7 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست