إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٤
قال: فقال:
هذا رسول الله ذو الخيرات * يدعو إلى الخيرات والنجاة يأمر بالصوم والصلاة * ويزع الناس عن الهنات قال فأتبعت راحلتي وقلت:
أرشدني رشدا بها هديت * لا جعت يا هذا ولا عريت ولا صبحت صاحبا مقيت * لا يثوين الخير إن ثويت (1) قال: فأتبعني وهو يقول:
صاحبك الله وسلم نفسكا * وبلغ الأهل [وسلم] (2) رحلكا آمن به أفلح ربي حقكا * وانصر نبيا عز ربي نصركا قال: فدخلت المدينة فاطلعت في المسجد، فخرج إلي أبو بكر رضي الله تعالى عنه فقال: ادخل رحمك الله، قد بلغنا إسلامك، فقلت: لا أحسن الطهور فعلمت ودخلت المسجد، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) على المنبر كأنه البدر وهو يقول: ما من مسلم توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى صلاة يعقلها ويحفظها إلا دخل الجنة. فقال عمر رضي الله تعالى عنه لتأتيني على هذا ببينة أو لأنكلن بك، قال: فشهد له شويخ (3) قريش عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه فأجاز شهادته (4).

(1) في المرجع السابق: " هديتا "، عريتا "، " مقيتا "، ثويتا ".
(2) في (خ): " وأدى ".
(3) في (مجمع الزوائد): 8 / 262: " شيخ من قريش ".
(4) أخرجه أبو نعيم في (الدلائل): 1 / 110 - 111، حديث رقم (61)، قال في (الخصائص):
2 / 188: أخرجه الطبراني وأبو نعيم وابن عساكر.
وأخرجه الحاكم في (المستدرك): 3 / 720 - 721، كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر خريم ابن فاتك الأسدي رضي الله عنه، حديث رقم (6606 / 2204)، (6607 / 2205)، وساق الحديث باختلاف يسير... إلى أن قال: فإذا هاتف يهتف بي ويقول:
ويحك عذ بالله ذي الجلال * منزل الحرام والحلال ووحد الله ولا تبال * ما هو ذو الحزم من الأهوال إذ يذكروا الله على الأميال * وفي سهول الأرض والجبال وما وكيل الحق في سفال * إلا التقى وصالح الأعمال قال: فقلت: يا أيها الداعي بما يحيل * رشد يرى عندك أم تضليل؟
فقال: هذا رسول الله ذو الخيرات * جاء بياسين وحاميمات في سور بعد مفصلات * محرمات محللات يأمر بالصوم والصلاة * ويزجر الناس عن الهنات قد كن في الأيام منكرات قال: فقلت من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا مالك بن مالك، بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أرض أهل نجده، قال: فقلت: لو كان لي من يكفيني إبلي هذه لأتيته حتى أؤمن به، فقال: أنا أكفيكها حتى أؤديها إلى أهلك سالمة إن شاء الله تعالى، فاعتقلت بعيرا منها ثم أتيت المدينة فوافقت الناس يوم الجمعة وهم في الصلاة، فقال: يقضون صلاتهم ثم أدخل فإني لذاهب أنيخ راحلتي إذ خرج أبو ذر رضي الله تعالى عنه فقال: يقول لك رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أدخل، فدخلت، فلما رآني قال: ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك إلى أهلك سالمة؟ أما أنه قد أداها إلى أهلك سالمة، قلت:
رحمه الله، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): أجل رحمه الله، قال خريم: أشهد أن لا إله إلا الله، وحسن إسلامه.
قال الذهبي في التخليص: " لا يصح ".
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404
الفهرست