قالت يا أمه أخشى الشيخ ان يدنس ثيابي ويبلي شبابي ويشمت بي اترابي فلم تزل بها أمها حتى غلبتها على رأيها فتزوجها الحارث بن السليل على خمس ديات من الإبل وخادم والف درهم فابتنى بها ورحل إلى قومه فبينا هو جالس ذات يوم بفناء مظلته وهي إلى جنبه إذ اقبل فتية من بني أسد نشاط يعتلجون ويصطرعون فتنفست صعداء ثم أرخت عينيها بالدموع فقال لها ثكلتك ما يبكيك قالت ما لي والشيوخ الناهضين كالفروخ قال ثكلتك أمك تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها فذهبت مثلا وقال الحقي باهلك فلا حاجة لي فيك فقالت أسر من الرفاء والبنين قال أبو زيد عمر بن شبة كانت حميدة بنت النعمان بن بشير بن سعد تحت روح بن زنباع فنظر إليها يوما تنظر إلى قومه جذام وقد اجتمعوا عنده فلامها فقالت وهل أرى إلا جذاما فوالله ما أحب الحلال منهم فكيف بالحرام وقالت تهجوه بكى الخز من روح وأنكر جلده * وعجت عجيجا من جذام المطارف وقال العبا قد كنت حينا لباسهم * وأكسية كردية وقطائف (فقال روح يجيبها) فإن تبك منا تبك ممن يهينها * وان تهوكم تهوى اللئام المقارف وقال لها روح اثني علي بما علمت فإنني * مثن عليك بئس حشو المنطق فقالت اثني عليك بأن باعك ضيق * وبأن أصلك في جذام ملصق فقال اثني علي بما علمت فإنني * مثن عليك بنتن ريح الجورب فقالت فثناؤنا شر الثناء عليكم * أسوى وأنتن من سلاح الثعلب
(٩٦)