صحبتي تقول ليس عنده اذى ولا مكروه وهذا مثل لأن الحر والبرد كلاهما فيه مكروه تقول ليس عنده غائلة ولا شرا أخافه (تصفه بجميل العشرة واعتدال الحال) وقالت الثانية زوجي المس مس أرنب والريح ريح زرنب اغلبه والناس يغلب - ريح زرنب وهو ضرب من الطيب تصفه بحسن الخلق ولين الجانب كمس الأرنب إذا وضعت يدك على ظهره (يقول الشارح) وتصفه أيضا باستعماله الطيب تظرفا وبأنه مع شجاعته تغلبه هي لكرمه معها وهذا معنى قولها اغلبه والناس يغلب ولو اقتصرت على قولها اغلبه لظن انه جبان ضعيف فلما قالت والناس يغلب دل على أن غلبها إياه لكرم سجاياه فتمت بهذه الكلمة المبالغة في حسن أوصافه وقالت الثالثة زوجي رفيع العماد عظيم الرماد طويل النجاد قريب البيت من الناد (رفيع العماد أي حسبه فوق أحساب قومه كما أن عماد بيوتهم طوال فشبهته بها والنادي مجلس الحي حيث يجتمعون طويل النجاد تصفه بامتداد القامة والنجاد حمائل السيف قريب البيت من النادي أي ينزل بين ظهراني الناس ليعلموا مكانه (يقول الشارح) قولها (رفيع العماد) وصفته بطول البيت وعلوه وهكذا يفعل اشراف العرب ليقصدهم الأضياف والطارقون والوافدون وقولها (عظيم الرماد) تعني ان نار قراه للأضياف لا تطفئ لتهتدي الضيفان إليها فيصير رماد النار كثيرا لذلك وقولها (طويل النجاد) تعني انه طويل القامة يحتاج إلى طول حمالة سيفه وفي ضمن كلامها انه صاحب سيف فأشارت إلى شجاعته وقولها (قريب البيت من الناد) الناد (أي النادي) وقفت عليها بالسكون لمواخاة
(٧٩)