قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد مهاجرته إلى المدينة " لقد شهدت حلفا في دار عبد الله بن جدعان لو دعيت إلى مثله لأجبت ما زاده الاسلام إلا تشديدا " فأما حلف المطيبين فهو قبل حلف الفضول وكان سببه فيما ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب مناقب قريش وفضائلها أن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي كان جعل إلى ابنه عبد الدار الحجابة ودار الندوة واللواء وجعل إلى ابنه مناف السقاية والرفادة فلما كثرت بنو عبد مناف في الجاهلية قالوا نحن أحق باللواء والحجابة والندوة من بنى عبد الدار، فتفرقت عند ذلك قريش وعبد الله بن جدعان التيمي حي، وقال بعضهم والله لا يرد أمر قصي فنصرت بنو مخزوم وجمح وسهم وعدي بنى عبد الدار وتحالفوا عند الكعبة فسموا الاحلاف فلما رأت ذلك بنو عبد مناف حالفوا بنى أسد بن عبد العزى وبنى زهرة بن كلاب وبنى تيم بن مرة وبنى الحارث بن فهر فتحالفوا في دار عبد الله بن جدعان وجاءهم عبد الله بآنية فيها طيب فغمسوا أيديهم فيها، ويقال أخرج إليهم الطيب إحدى بنات عبد المطلب، ويقال إنهم وضعوا الطيب في المسجد وغمسوا أيديهم فيه ثم مسحوا الكعبة، وتحالفوا أن لا يسلم بعضهم بعضا فسموا المطيبين فحصلت خمس قبائل بإزاء خمس، فسموا أولئك الاحلاف، وهؤلاء المطيبين. قال عمر بن أبي ربيعة المخزومي، ويقال عبيد الله بن قيس الرقيات يذكر المطيبين والاحلاف ولها في المطيبين جدود * ثم نالت ذوائب الاحلاف إنها بين عامر بن لؤي * حين تدعى وبين عبد مناف وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش تؤرخ بموت هشام بن المغيرة المخزومي والفيل وقد ذكر للإبراهيميين تواريخ كثيرة منها التاريخ بوفاة إبراهيم ثم بوفاة إسحاق
(١٨٠)