طئ أجأ وسلمى يقال لهم الأجئيون ولم يزل من وصفنا من قبائل العرب يؤرخون بالأمور المشهورة من موت رؤسائهم ووقائع وحروب كانت بينهم إلى أن جاء الله بالاسلام فأجمع المسلمون على التأريخ من الهجرة على ما نحن ذاكروه فيما يرد من هذا الكتاب في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد ذهب قوم من أصحاب السير والآثار إلى أن آدم لما هبط من الجنة وانتشر ولده أرخ بنوه من هبوطه، فكان ذلك هو التاريخ حتى بعث الله نوحا فأرخوا من مبعثه حتى كان الطوفان فكان التاريخ منه إلى نار إبراهيم، فلما كثر ولد إبراهيم افترقوا فأرخ بنو إسحاق من نار إبراهيم إلى يوسف، ومن يوسف إلى مبعث موسى ومن مبعث موسى إلى ملك داود وسليمان، وما كان بعد ذلك من الكوائن والاحداث وأرخ بنو إسماعيل من بناء البيت حين بناه إبراهيم وإسماعيل فلم يزالوا يؤرخون بذلك حتى تفرقت معد، وكان كلما خرج قوم من تهامة أرخوا بمخرجهم، ومن بقى بتهامة من بنى إسماعيل يؤرخون بخروج آخر من خرج منها من قضاعة وهم سعد ونهد وجهينة بنو زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة حتى مات كعب بن لؤي فأرخوا من موته إلى الفيل، ومنهم من كان يؤرخ بيوم الفجار بين قريش وسائر كنانة بن لؤي، وبين قيس ابن عيلان لما قال البراض بن قيس بن رافع الضمري ضمرة بكر بن عبد مناة بن كنانة عروة الرحال بن جعفر بن كلاب واحتوى على اللطيمة التي كانت معه للنعمان بن المنذر، فاقتتلت قيس وكنانة قتالا شديدا فكان الظفر لكنانة على قيس وحضر هذا الفجار رسول الله صلى الله عليه وسلم وله عشرون سنة، وانما
(١٧٨)