الفداء الثاني عشر: فداء ابن حمدان في خلافة المطيع باللامس في شهر ربيع الأول سنة 335 والملك على الروم قسطنطين وكان القيم به نصر الثملي أمير الثغور الشأمية من قبل أبى الحسن على بن عبد الله بن حمدان صاحب جند حمص وجند قنسرين وديار مضر وديار بكر والثغور الشأمية والجزرية وكان عدة من فودى به من المسلمين ألفين وأربعمائة واثنين وثمانين من ذكر وأنثى وفضل للروم على المسلمين قرضا مائتان وثلاثون، لكثرة من كان في أيديهم، فوفاهم أبو الحسن ذلك وحمله إليهم وكان الذي شرع في هذا الفداء وابتدأ به الاخشيذ محمد بن طغج أمير مصر والشأم والثغور الشأمية، وكان أبو عمير عدى بن أحمد بن عبد الباقي الأذني شيخ الثغر والمنظور إليه منهم قدم إليه إلى دمشق في ذي الحجة سنة 334 ونحن يومئذ بها ومعه يوانس الانسيبطوس البطريقوس المسدقوس المترهب، رسول ملك الروم في اتمام هذا الفداء، وكان ذا رأى وفهم بأخبار ملوك اليونانيين والروم، ومن كان في أعصارهم من الفلاسفة، وقد أشرف على شئ من آرائهم والاخشيذ حينئذ شديد العلة فتوفى يوم الجمعة لثمان خلون من ذي الحجة من هذه السنة وسار أبو المسك كافور الاخشيذى بالجيش راجعا إلى مصر، وحمل معه أبا عمير والمسدقوس إلى بلاد فلسطين، فدفع إليهما ثلاثين ألف دينار من مال هذا الفداء، وصارا إلى مدينة صور فركبا في البحر إلى طرسوس فإلى ما وصلا إليها * كاتب بشرى * الثملي أمير الثغور الشأمية أبا الحسن بن حمدان ودعا له على منابر الثغور الشأمية، فجد في إتمام هذا الفداء فعرف به ونسب إليه * * * قال المسعودي وهذا آخر فداء كان بين المسلمين والروم إلى وقتنا المؤرخ
(١٦٥)