وفى هذا الفداء أخرج أهل زبطرة، وفيه خرج مسلم بن أبي مسلم الجرمي، وكان ذا محل في الثغور ومعرفة بأهل الروم وأرضها، وله مصنفات في أخبار الروم وملوكهم وذوي المراتب منهم، وبلادهم وطرقها ومسالكها، وأوقات الغزو إليها والغارات عليها، ومن جاورهم من الممالك من برجان والإبر والبرغر والصقالبة والخزر وغيرهم وحضر هذا الفداء مع خاقان رجل يكنى أبا رملة، من قبل أحمد بن أبي داود قاضي القضاة يمتحن الأسارى وقت المفاداة، فمن قال منهم بخلق التلاوة، ونفى الرؤية فودى به وأحسن إليه، ومن أبى ترك بأرض الروم، فاختار جماعة من الأسارى الرجوع إلى أرض النصرانية على القول بذلك، وأبى أن يسلم * الانقياد إلى ذلك، فنالته محن ومهانة إلى أن تخلص الفداء الرابع: فداء شنيف في خلافة المتوكل باللامس في شوال سنة 241 والملك على الروم ميخائيل بن توفيل، وكان القيم به شنيف الخادم مولاه، وحضر جعفر بن عبد الواحد الهاشمي القرشي القاضي، وعلي بن يحيى الأرمني صاحب الثغور الشأمية فكان عدة من فودى به من المسلمين في سبعة أيام ألفين ومائتي رجل، وقيل ألفي رجل ومائتي امرأة، وكان مع الروم من النصارى المأسورين من أرض الاسلام مائة رجل ونيف فعوضوا مكانهم عدة أعلاج، إذ كان الفداء لا يقع على نصراني ولا ينعقد الفداء الخامس: فداء نصر بن الأزهر وعلي بن يحيى في خلافة المتوكل أيضا باللامس مستهل صفر سنة 246 والملك على الروم ميخائيل بن توفيل أيضا وكان القيم به على بن يحيى الأرمني أمير الثغور الشأمية ونصر بن الأزهر الطائي الشيعي من شيعة ولد العباس المراسل إلى الملك في أمر هذا الفداء من
(١٦٢)