والثاني الوزير واسمه " بزرجفر مذار " تفسير ذلك أكبر مأمور والثالث " الاصبهبذ " وهو أمير الامراء وتفسيره حافظ الجيش، لان الجيش " اصبه " و " بذ " حافظ على ما رتبنا والرابع " دبيربذ " تفسيره حافظ الكتاب، والخامس " هو تخشه بذ " تفسيره حافظ كل من يكد بيديه كلهنة والفلاحين والتجار وغيرهم ورئيسهم ومنهم من يسميه " واستريوش " وكان هؤلاء المدبرين للملك والقوام به والوسائط بين الملك وبين رعيته، فاما " المرزبان " فهو صاحب الثغرلان " المرز " هو الثغر بلغتهم " وبان " القيم وكانت المرازبة أربعة للمشرق والمغرب والشمال والجنوب كل واحد على ربع المملكة وللفرس كتاب يقال له " كهناماه " فيه مراتب مملكة فارس وانها ستمائة مرتبة على حسب ترتيبهم لها وهذا الكتاب من جملة " آئين ناماه " تفسير " آئين ناماه " كتاب الرسوم، وهو عظيم في الألوف من الأوراق، لا يكاد يوجد كاملا الا عند الموابذة وغيرهم من ذوي الرئاسات، والموبذ لهم في هذا الوقت المؤرخ به كتابنا وهو سنة 345 بأرض الجبال والعراق، وسائر بلاد الأعاجم انماذا بن اشرهشت وكان الموبذ قبله اسنديار بن اذرباد بن انميذ الذي قتله الراضي بمدينة السلام في سنة 325 وقد اتينا على خبره وقصة مقتله وما ذكر من سببه مع القرمطي سليمان بن الحسن بن بهرام الجنابي صاحب البحرين في ذلك في أخبار الراضي من كتاب (مروج الذهب ومعادن الجوهر) وقد تنازع من عنى بأخبار الملوك والأمم في أنساب الفرس، وتسمية ملوكهم ومدة ما ملكوا، ولم نذكر من ذلك إلا ما ذكرته الفرس دون غيرهم من لأمم كالإسرائيليين واليونانيين والروم، إذ كان ما يذهبون إليه في ذلك
(٩١)