والتاسع عشر أنوشروان بن قباذ ملك ثماني وأربعين سنة وقتل مزدقا ومتبعيه، وقد أتينا على الفرق بين مذهب مزدق وما كان يذهب إليه في التأويل وبين ما ذهب إليه مانى، والفرق بين مانى ومن تقدمه من أصحاب الاثنين كابن ديصان ومرقيون وغيرهما وما ذهبوا إليه جميعا في الفاعلين وان أحدهما خير محمود مرغوب، والآخر شرير مذموم مرهوب منه. والفرق بين هؤلاء جميعا، وما يذهب إليه الباطنية أصحاب التأويل في هذا الوقت في كتاب (خرائن الدين وسر العالمين) وأنوشروان أول من سن رسوم الخراج وبين وضائعه وكان فيما سلف مقاسمة وقد كان أبوه قباذ شرع في ذلك في آخر أيامه ولم يتمه، وقد ذكرنا ذلك في (كتاب الاستذكار، لما جرى في سالف الاعصار) في باب ذكر السواد ومساحته ووصف طساسيجه وقسمته والعراق وحدوده من الأرض ووصف نهاياته في الطول والعرض والعشرون هرمز بن أنوشروان ملك اثنتي عشرة سنة وخالف عليه بهرام جوبين الرازي، فآل ذلك إلى أن سمل هرمز، ولا يعلم فيمن قبله وبعده من ملوك الفرس من سمل غيره والحادي والعشرون خسرو أبرويز بن هرمز، ملك ثماني وثلاثين سنة وقتله ابنه شيرويه بن ابرويز والثاني والعشرون شيرويه بن ابرويز قاتل أبيه واسمه قباذ ملك ستة أشهر والثالث والعشرون اردشير بن شيرويه ملك سنة وستة أشهر الرابع والعشرون شهربراز * ملك أربعين يوما، وقد اتينا على خبره وسبب مقتله ومقتل غيره من فرسان الفرس وشجعانهم على طبقاتهم من الملوك وغيرهم ممن أجمع على تقديمه وتفضيله وشجاعته ومقاماته المشهورة وأيامه المذكورة في كتاب
(٨٩)