مختلف الخلق مطموس العين اليمنى إحدى يديه أطول من الأخرى يغمس الطويلة منهما في البحر فيبلغ قعره فتخرج منه الحيتان يسير أقصى الأرض وأدناها في يومين خطوته مد بصره وتسخر له الجبال والأنهار والسحاب ويأتي الجبل فيقوده ويدرك زرعه في يوم ويقول للجبال تنحي عن الطريق فتفعل ويجئ إلى الأرض فيقول أخرجي ما فيك من الذهب فتلفظه كاليعاسيب (1) وكأعين الجراد ومعه نهر ماء ونهر نار جنته خضراء وناره حمراء فناره جنة وجنته نار وجبل من خبز من ألقاه في ناره لم يحترق يظهر عند عاليه مرة وعلى باب دمشق مرة وعند نهر أبي فطرس مرة وينزل عيسى بن مريم عليه السلام.
حدثنا نعيم ثنا أبو عمر عن ابن لهيعة عن عبد الوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (بين أذني حمار الدجال أربعون ذراعا وخطوة حماره مسيرة ثلاثة أيام يخوض البحر على حماره كما يخوض أحدكم الساقية على فرسه يقول أنا رب العالمين وهذه الشمس تجري بإذني أفتريدون أن أحبسها فتحبس الشمس حتى يجعل اليوم كالشهر والجمعة ويقول أتريدون أن أسيرها لكم؟
فيقولون نعم فيجعل اليوم كالساعة وتأتيه المرأة فتقول يا رب أحيي ابني وأخي وزوجي حتى تعانق شيطانا وتنكح شيطانا وبيوتهم مملوءة شياطين ويأتيه الأعراب فيقولون يا ربنا أحيي لنا غنمنا وإبلنا فيعطيهم شياطين أمثال غنمهم وإبلهم سواء بالسن والسمة على حال ما فارقوها عليه مكتنزة شحما يقولون لو لم يكن هذا ربنا لم يحيي لنا موتانا من الإبل والغنم ومعه جبل من مرق وعراق اللحم حار لا يبرد ونهر جار وجبل من جنان وخضرة وجبل من نار ودخان يقول هذه جنتي وهذه ناري وهذا طعامي وهذا شرابي واليسع معه ينذر الناس ويقول هذا المسيح الكذاب فاحذروه لعنه الله يعطيه الله من السرعة والخفة مالا يلحقه الدجال فإذا قال أنا رب العالمين قال له الناس كذبت ويقول اليسع صدق الناس فيمر بمكة فإذا بخلق عظيم فيقول من أنت؟ فإن هذا الدجال قد أتاك فيقول أنا ميكائيل بعثني الله تعالى أن أمنعه من حرمه ويمر بالمدينة فإذا هو بخلق عظيم فيقول من أنت هذا الدجال قد أتاك فيقول أنا جبريل بعثني الله تعالى لأمنعه من حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويمر الدجال بمكة فإذا رأى ميكائيل ولى هاربا ولا يدخل الحرم فيصيح صيحة فيخرج إليه من مكة كل منافق