الشياطين فيدخل على الرجل أكثر من مائة شيطان فيتمثلون له بصورة والده وولده وأخوته ومواليه ورقيقه فيقولون يا فلان أتعرفنا؟ فيقول لهم الرجل نعم هذا أبي وهذه أمي وهذه أختي وهذا أخي ويقول الرجل ما نبأكم؟ فيقولون بل أنت فأخبرنا ما نبأك؟
فيقول الرجل إنا قد أخبرنا أن عدو الله الدجال قد خرج فيقول له الشياطين مهلا لا تقل هذا فإنه ربكم يريد القضاء فيكم هذه جنته قد جاء بها وناره ومعه الأنهار والطعام فلا طعام إلا ما كان قبله إلا ما شاء الله فيقول الرجل كذبتم ما أنتم إلا شياطين وهو الكذاب قد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدث حديثكم وحذرنا وأنبأنا به فلا مرجعا بكم أنتم الشياطين وهو عدو الله وليسوقن الله عيسى بن مريم حتى يقتله فيخسئوا فينقلبوا خائبين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أحدثكم هذا لتعقلوه وتفقهوه وتعوه.
واعملوا عليه وحدثوا به من خلفكم فليحدث الآخر الآخر فإن فتنته أشد الفتن.
حدثنا نعيم ثنا رشدين عن ابن لهيعة عن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي الفراس عن عبد الله بن عمرو قال الدجال أزب (1) الذراعين قصير البنان ممسوح القفا ممسوح العين مكتوب بين عينيه كافر.
رشدين عن ابن لهيعة عن بكر بن سوادة حدثني لقيط بن مالك أن المؤمنين يوم يخرج الدجال اثنا عشر ألف رجل وسبعة آلاف امرأة وسبعمائة أو ثمانمائة امرأة.
قال بكر بن سوادة وأخبرني صالح بن خيوان عن عبد الله بن عمرو قال مقدمة الدجال سبعون ألفا أسرع وأجرأ من النمران فقال رجل من يستطيع هؤلاء؟ فقال لا أحد إلا الله.
عبد القدوس عن إسماعيل بن عباس عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني حدثني الهيثم بن مالك الطائي رفع الحديث قال يلي الدجال بالعراق سنتين يحمد فيها عدله ويشرأب الناس إليه فيصعد يوما المنبر فيخطب بها ثم يقبل عليهم فيقول لهم ما آن لكم (2) أن تعرفوا ربكم؟ فيقول له قائل ومن ربنا؟ فيقول أنا فينكر منكر من الناس من عباد الله قوله فيأخذه فيقتله وينزل عليه ملكان من السماء فيقول أحدهما له حين يقول (أنا ربكم) كذب ويقول له صاحبه صدق مصدقا لصاحبه فمن أراد الله به الهدى