يصرخان في المدائن والقرى إن الدجال قد خرج فإذا أقبل أهل الشام لخروجه توجه نحو المشرق ثم ينزل عند باب دمشق الشرقي ثم يلتمس فلا يقدر عليه ثم يرى عند المنارة التي عند نهر الكسوة ثم يطلب فلا يدري أين سلك فينسى ذكره ثم يأتي المشرق فيظهر ويعدل ثم يعطى الخلافة فيستخلف وذلك عند خروج المسيح ويبرئ الأكمه والأبرص حتى يتعجب الناس ثم يظهر السحر ويدعي النبوة فيفترق عنه الناس ويفارقه أهل الشام فيفترق أهل المشرق ثلاث فرق فرقة تلحق بالشام وفرقة تلحق بالأعراب وفرقة تلحق به فيقبل بمن معه.
قال كعب وهم أربعون ألفا وقال بعض العلماء سبعون ألفا ويأتي الأمم فيستمدهم على أهل الشام فيجيئونه وتجمع إليه اليهود جميعا فيسير نحو الشام مقدمته العصابة المشرقية معهم أعراب جديس عليهم الطيالسة فيفزع أهل الشام فيهربون إلى الجبال ومأوى السباع إثنا عشر ألفا من الرجال وسبعة آلاف امرأة عامتهم إلى جبل البلقاء قد اعتصموا به لا يجدون ما يأكلون غير شجر الملح وتهرب عنهم السباع إلى السهل ومنهم من يأتي القسطنطينية فيسكنها ثم يتراسلون فيقبلون سراعا حتى ينزلوا غربي الأردن عند نهر أبي فطرس ينطوي إليهم كل فار من الدجال ويعبئون مسلحة عند المنارة التي غربي الأردن ويقبل الدجال فيهبط من عقبة أفيق فينزل شرقي الأردن فيحصرهم أربعين يوما فيأمر نهر أبي فطرس فيسيل إليه ثم يقول إرجع فيرجع إلى مكانه ويقول أيبس فييبس ويأمر جبل ثور وجبل طور زيتا أن ينتطحا فينتطحان ويأمر الريح فتثير السحاب من البحر فتمطر الأرض فتنبت ويأمر إبليس الأكبر ذريته باتباعه فيظهرون له الكنوز فلا يمرون بخربة ولا أرض فيها كنز إلا نبذ إليه كنزه ومعه قبيل من الجن فيتشبهون بموتى الناس ويقول: أنا أبعث موتاكم فيشبهون بموتاهم فيقول الحميم لحميمة ألم أمت وقد حييت ويخوض البحر في اليوم ثلاث خوضات فلا يبلغ حقوية فيميز المؤمنون والمنافقون والكافرون والهرب عنه خير من المقام بين يديه للمتكلم يومئذ بكلمة يخلص بها من الأجر كعدد رمل الدنيا ويقاتل الناس على الكفر فمن قتل منهم أضاءت قبورهم في الليلة المظلمة والليل الدامس.
قال كعب فإذا رأى المؤمنون أنهم لا يستطيعون قتله ولا أصحابه ساروا غربي الأردن التي ببيت المقدس فيبارك لهم في ثمرها ويشبع الآكل من الشئ اليسير لعظيم بركتها ويشبعون فيها من الخبز والزيت ويتبعهم الدجال ويأتيه ملكان فيقول أنا الرب فيقول له أحدهما كذبت ويقول الآخر لصاحبه صدقت وصفته أنه أفحج أصهب