حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث الهمداني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون بين المسلمين وبين الروم هدنة وصلح حتى يقاتلوا معهم عدوا لهم فيقاسمونهم غنائمهم ثم إن الروم يغزون مع المسلمين فارس فيقتلون مقاتلتهم ويسبون ذراريهم فيقول الروم قاسمونا الغنائم كما قاسمناكم فيقاسمونهم الأموال وذراري الشرك فتقول الروم قاسمونا ما أصبتم من ذراريكم فيقولون لا نقاسمكم ذراري المسلمين أبدا فيقولون غدرتم بنا فترجع الروم إلى صاحبهم بالقسطنطينية فيقولون إن العرب غدرت بنا ونحن أكثر منهم عددا وأتم منهم عدة وأشد منهم قوة فأمدنا نقاتلهم فيقول ما كنت لأغدر بهم قد كانت لهم الغلبة في طول الدهر علينا فيأتون صاحب روميه فيخبرونه بذلك فيوجه ثمانين غياية تحت كل غياية (1) إثنا عشر ألفا في البحر ويقول لهم صاحبهم إذا رسيتم بسواحل الشام فأحرقوا المراكب لتقاتلوا عن أنفسكم فيفعلون ذلك ويأخذون أرض الشام كلها برها وبحرها ما خلا مدينة دمشق والمعنق (2) ويخربون بيت المقدس.
قال فقال ابن مسعود وكم تسع دمشق من المسلمين؟ قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لتتسعن هذا على من يأتيها من المسلمين كما يتسع الرحم على الولد قال قلت وما المعنق يا نبي الله؟ قال جبل بأرض الشام من حمص على نهر يقال له الأرنط (3) فتكون ذراري المسلمين في أعلى المعنق والمسلمون على نهر الأرنط والمشركون خلف نهر الأرنط يقاتلونهم صباحا ومساء فإذا أبصر ذلك صاحب القسطنطينية وجه في البر إلى قنسرين (4) ستمائة ألف حتى تجيئهم مادة اليمن سبعين ألفا ألف الله قلوبهم بالإيمان معهم أربعون ألفا من حمير حتى يأتوا بيت المقدس فيقاتلون الروم فيهزمونهم ويخرجونهم من جند إلى جند حتى يأتوا قنسرين وتجيئهم مادة الموالي قال قلت وما مادة الموالي يا رسول الله؟
قال هم عتاقتكم ولا وهو منكم قوم يجيئون من قبل فارس فيقولون تعصبتم يا معشر العرب لا نكون مع أحد من الفريقين أو تجتمع كلمتكم فتقاتل نزار يوما واليمن يوما والموالي يوما فيخرجون الروم إلى العمق وينزل المسلمون على نهر يقال له كذا وكذا