حاتم فلم يصدفه فعمل بيتين وكتبهما على باب الدار حفرا (1) بالسكين وأنشدنيها:
حضر الكندي مغناكم فلم * يركم من بعد كد وتعب لو رآكم لتجلى همه * وانثنى عنكم بحسن المنقلب أنشدنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله الثعلبي بدمشق أشدنا أبو المظفر أسامة بن مرشد الكناني لابي الحسن علي بن ثروان الكندي درت عليك غوادي المزن يا دار * ولا عفت منك آيات وآثار دعاء من لعبت أيدي الغرام به * وباعدتها صبابات وإذكار قرأت في كتاب معجم شيوخ أبى عبد الله محمد بن كامل بن أبي الصقر الدمشقي بخطه وقرأته على القاضي أبى نصر بن الشيرازي بدمشق عنه أنشدني على ابن ثروان أبو الحسن الكندي بدمشق:
خفض الدمع ما استطعت فقد * صار لمجراه في الخدود (2) طريقا كان درا قبل الفراق فلما * رعته بالفراق صار عقيقا قرأت في كتاب خريدة القصر لابي عبد الله الكاتب بخطه وأجاز لي روايتي عنه قال: شمس الدين أبو الحسن علي بن ثروان الكندي كان أديبا فاضلا أريبا كاملا، قد أتقن اللغة وقرأ الأدب على ابن الجواليقي وغيره من صدور العلم وبحوره، ولم يزل الأدب بمكانه في دمشق مشرقا بنوره في آفاق ظهوره، وقد ذكرت تاج الدين الكندي ابن عمه في أهل بغداد وهذا لإقامته (3) بدمشق أوردته مع أهلها، والأصل من الخابور، رايته بدمشق مشهودا لفضله بالوفور، مشهورا بالمعرفة بين الجمهور، موثوقا بقوله، مغبوقا موصوفا من نور الدين بطوله، وله شعر كثير، وفضل نظيم ونثير، ولم يقع لي ما أشد يد الانقياد عليه، أو أصرف عنان الانقياد إليه.
سألت شيخنا أبا اليمن الكندي بدمشق عن مولد ابن عمه علي بن ثروان ووفاته فقال: مولده ببغداد في سنة خمسمائة أو قبلها، وتوفى بدمشق في سنة خمس وستين وخمسمائة.