الحنبلي: سبط أبي الفرج عبد الواحد بن الفرج الحنبلي، من اهل دمشق، سمع بها خاله ابا البركات عبد الوهاب بن عبد الواحد بن الفرج بن محمد بن علي الشيرازي الحنبلي وأبا الحسن علي بن أحمد بن منصور بن قيس الغساني:
وقدم بغداد شابا في سنة أربعين وخمسمائة، وسمع بها ابا بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وأبا الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف وأبا سعد أحمد بن محمد ابن أبي سعد البغدادي وأبا صابر عبد الصبور بن عبد السلام الهروي، وأبا منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي وأبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبا القاسم عبد الله ابن الحسن بن قشامي وأبا الحسن عبد الله بن الأبنوسي وأبا بكر محمد بن منصور القصري ومحمد بن عبيد الله بن الزغواني وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي وأبا المعالي صالح بن شافع الجيلي وأبا زيد جعفر بن عبد الرزاق الحموي وأبا الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري، وصاهره على بنته فاطمة، وعقد مجلس الوعظ ببغداد غير مرة.
ثم عاد إلى دمشق، ثم قدم بغداد مرة ثانية رسولا من نور الدين محمود زنكي ملك الشام في سنة أربع وستين وخمسمائة، وروى بها شيئا يسيرا، سمع منه أبو الفضل احمد ابن صالح بن شافع وأبو احمد العباس بن عبد الوهاب السري (1) والقاضي أبو القاسم عبيد الله بن علي بن محمد بن الفراء وشيخنا أبو المظفر محمد بن علي الدوري.
ثم إنه عاد إلى الشام وسكن مصر إلى حين وفاته.
وكان فاضلا، مليح الوعظ، لطيف الطبع، حلو الايراد كثير المعاني، متدينا، حسن الطريقة، جميل السيرة، ذا منزلة رفيعة، ومكانة عند السلاطين والأكابر، وقبول كبير عند العوام، عاش عيشا طيبا متلذذا بالمحبات من الطعم والمشرب والملبس والمنكح، كتب الينا بالإجازة بجميع مروياته، وكان صدوقا.
أنبأنا محمد بن علي الدوري قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الواعظ الأنصاري: قدم علينا بغداد رسولا في ذي القعدة سنة أربع وستين وخمسمائة قال: