ونشأ بها، وقرأ بها الأدب على أبي منصور بن الجواليقي وغيره حتى برع فيه، وكتب بخطه كثيرا، وضبط (1) ضبطا صحيحا، وسمع سيئا من الحديث من بي البركات هبة الله بن محمد بن علي بن البخاري وغيره، وسافر إلى الشام وسكن دمشق إلى حين وفاته، ولقى القبول عند الملك نور الدين محمود (2) بن زنكى وصار من أخصائه، وحدث باليسير، روى عنه أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي في معجم شيوخه، وقرأ عليه الصائن أبو الحسين هبة الله بن الحسن بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر كتاب المعرب لابن الجواليقي، وكان الصائن أسن منه.
أخبرنا أبو الغنائم سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ التغلبي بدمشق، حدثنا والدي من لفظه، أنبأنا أبو الحسن علي بن ثروان الكندي، أنبأنا أبو البركات هبة الله ابن محمد بن علي بن البخاري قراءة عليه، وأخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن أحمد بن علي الأمين وأبو القاسم فرج بن معالي القصباني قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز قالا: أنبأنا أبو محمد (3) الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن فهد الأزدي، أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، حدثنا بندار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة سمع أبا وائل يقول: إن رحلا جاء إلى عبد الله بن مسعود فقال: إني قرأت البارحة المفصل كلها (4) في ركعة، فقال عبد الله بن مسعود: هذأ كهذء الشعر، ثم قال عبد الله: لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن - فذكر عشرين سورة من الفصل سورتين في كل ركعة.
قرأت على أبي المعالي عبد الرحمن بن علي بن عثمان المخزومي بالقاهرة عن أبي الفتح عثمان بن عيسى بن منصور البلطي النحوي أنشدني أبو الحسن علي بن ثروان الكندي لنفسه بدمشق، وكان قد قصد جمال الدولة حجا ابن الأمين مبين الدولة