عمل دار الفكر هذه هي الطبعة الثالثة لكتاب الكامل نقدمها إلى القراء الكرام والمختصين بهذا العلم الجليل من الجرح والتعديل، وقد بذلنا في سبيل إخراج الكتاب خاليا من الخطأ كل وسيلة.
ولا بد أن نسرد خطواتنا في سبيل القرب من الكمال في هذا العمل الجاد المضني خطوة خطوة منذ تفكيرنا بطبع الكتاب وحتى الانتهاء من هذه الطبعة التي نفخر بأنها قد فاقت سابقاتها بالدقة والعناية.
فاما ما قمنا به في الطبعة الأولى فحين أصدر العالم الفاضل الأستاذ صبحي البدري السامرائي مقدمة كتاب الكامل (طبع بغداد، دون ذكر تاريخ الطبع) انتظرنا طويلا عسى أن يكمل الأستاذ الفاضل عمله، ويصدر بقية أجزاء الكتاب، ولكن ذلك لم يكن، وبلغنا أن بقية الأجزاء لن تصدر.
ولما كان الكتاب ذا مكانة كبرى في بابه وضعنا نصب أعيننا خدمة أمتنا الاسلامية والعربية بتقديم هذا الكتاب جاهدين في إخراجه إخراجا علميا، وتحقيقه بحيث يفي بالغرض، ويكون خاليا من العيوب ما أمكن، ولو كلف ذلك الجهد المضني والعمل الطويل.
وحصلنا على النسختين التركيتين والنسخة الظاهرية للكتاب، وبدأنا العمل الشاق واعتمدنا نسخة استانبول رغم رداءة خطها في بعض الأحيان لأنها كاملة واعتمدنا النسختين الباقيتين للمطابقة والمراجعة، وكان عملنا:
1 - قام مختصون بمقارنة بين النسخ الثلاث.
ب - استعنا بثقات لنسخ المخطوطة.
ج - استعنا بثقات في تدقيق المنسوخ ومطابقته على النسخة الأم.
د - كلفنا الشيخ سليم يوسف إعادة التدقيق، فقام بذلك مشكورا.
ثم قام الدكتور سهيل زكار أستاذ التاريخ الاسلامي بجامعة دمشق بمراجعة الكتاب وعرف بكثير من الرجال الذين ترجم لهم ابن عدي، وشرح بعض مفردات اللغة وغريب الحديث معتمدا على كتب الرجال والتراجم وأمهات المعاجم وغريث الحديث المتوافرة في مكتبته.
وبعد ذلك بدأنا بالطبعة الأولى للكتاب، فقام الأستاذ يوسف الشيخ محمد البقاعي بتصحيح بروفات المطبعة، وصنف معجما للأحاديث التي وردت في الكامل بحسب بداياتها على الأحرف الهجائية.