بسم الله الرحمن الرحيم كلمة المحقق الحمد لله نحمده ونستعينه ونستعينه ونستغفره ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ كل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده اله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فيسعدني جدا أن أقدم إلى الباحثين وطلبة العلم هدية غالية، ودرة ثمينة ظلت مكنونة محفوظة في الخزائن العلمية أكثر من أحد عشر قرنا لا يطلع عليها إلا القليل ولا يستفيد منها طلبة العلم إلا من خلال الكتب التي اقتسبت منها. وهي من أنفس ما وصل إلينا من التراث الاسلامي العظيم من ثمرات جهود المحدثين وأئمة الجرح والتعديل. ألا وهي كتاب (معرفة الثقات) للإمام أحمد بن عبد الله ابن صالح العجلي الكوفي نزيل طرابلس الغرب المتوفى 261 ه.
وصلتي بهذا الكتاب قديمة. فحينما كنت أعد رسالتي لنيل درجة الماجستير من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، احتجت إلى البحث في تراجم مئات من رواة الحديث، فكنت أمر كثيرا على أقوال الامام العجلي فأجدها موجزة محكمة يصف فأعجبت به جدا ورأيت أن مخطوطة الكتاب لا تزيد على 67 ورقة فنسختها بمساعدة زميلي في الدراسة فضيلة الشيخ عبد القدوس محمد نذير الباحث بمجلس القضاء الأعلى بالمملكة العربية السعودية حاليا.
وبعد تقديم الرسالة للمناقشة وجدت شيئا من الفراغ في الوقت فعكفت على هذا الكتاب أملا في خدمته ورغبة في تسهيل الاستفادة منه لطلبة العلم.
وظننت بادئ ذي بدء أنها مهمة سهلة لا تستغرق كثيرا من الوقت.
ولكن لما بدأت العمل تذكرت قول الجاحظ الذي قال: