البا الثالث الامام السبكي وترتيبه هو الامام الحافظ تقى الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي، الشافعي.
ولد بسبك في مصر سنة ثلاث وثمانين وستمائة (683 ه) ودرس على كثير من أعيان عصره في مصر والشام وغيرهما، كنجم الدين ابن الرفعة. وعلم الدين العراقي، وشرف الدين الدمياطي، وأبى حيان وغيرهم.
وتفقه به جماعة من الأئمة كالأسنوي، وأبى البقاء، وابن النقيب، وغيرهم.
ولى قضاء الشام بوفاة الجلال القزويني، واستمر فيه نحوا من سبع عشرة سنة، حتى نزل لابنه تاج الدين عبد الوهاب.
ولما توفى المزي عينت مشيخة دار الحديث الأشرفية للذهبي. فقيل إن شرط واقفها أن يكون الشيخ أشعري العقيدة، والذهبي متكلم فيه فوليها السبكي.
قال ولده: والذي نراه أنه ما دخلها أعلم منه، ولا أحفظ من المزي، لا أورع من النووي وابن الصلاح.
قال: وليس بعد الذهبي والمزي أحفظ منه.
قال الذهبي في المعجم المختص: كان صادقا متثبتا خيرا دينا متواضعا حسن السمت، من أوعية العلم، يدرس الفقه ويقرره، وعلم الحديث ويحرره، والأصول ويقويها، والعربية ويحققها، وصنف التصانيف المتقنة، وقد بقى في زمانه الملحوظ إليه بالتحقيق والفضل. سمعت منه وسمع منى. وحكم بالشام وحمدت أحكامه، فالله يؤيده ويسدده، سمعنا معجمه بالكلاسة.